القائمة الرئيسية

الصفحات


بعد أن أجبنا على لمذا خلق الله الإنسان هذه مقالة حول هل العبودية نقص أم لا...


يقول السيد المسيح عليه الصلاة و السلام أنا لا أستطيع أن أفعل من نفسي شيءا و الذي يقرء القرآن بفهم و تدبر و تعمق لن يصل إلا لهذه النتيجة ''العبودية'' أي العبودية الله

بدون الله نحن لا شيء و بالله نحن نستطيع أن نفعل تقريبا كل شيء  الله خلقنا و كتب علينا أن نكون ضمن نضام معين لا نستطيع الخروج منه سواء رضينا أو لم نرضى... فنحن بشر و نعيش تحت أرضه و تحت سمائه و نأكل من رزقه... يعني نحن داخل نضامه

نمرض بدون إرادتنا و يشفينا بدون إرادتنا ولم يختر أحد منا أمه أو أبوه أو لونه... يعني عبيد شئنا أم أبينا...أنضر إلى نفسك عندما يكون عندك إسهال ههه... ذاهب راجع إلى المرحاض بشكلك المضحك... مسكين و ضعيف لا تستطيع التحكم حتى في بطنك...

و بالتالي فكل واحد منا سواء كان مؤمنا أو غير مؤمن ''فهو عبد لله'' سواء رضي أو لم يرضى... و الفرق هنا هو أنه هناك عبد صالح مطيع الله و عبد عاصي مجرم... و أحب الخلق الله هو أكثرهم عبودية الله و أحب الخلق الله هم الأنبياء و كانوا هم الأكثر عبودية لله

الله سبحانه و تعالى يقول :

''واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب ( 17 )''سورة ص  
وصف داوود عليه الصلاة و السلام أنه عبد تكريما له

''سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ( 1 )'' سورة الإسراء
 وصف محمد صل الله عليه و سلم أنه عبد تكريما له
(...)

و رغم ذلك يقول بعض الناس العبودية شيء قبيح و سلبي.. نعم العبودية ''للبشر'' شيء قبيح و سلبي يجب أن نفهم بأن هناك فرقا كبيرا بين العبودية للبشر و العبودية الله

العبودية للبشر عكس العبودية الله

العبودية للبشر عادة تقترن بالكره لتماثل السيد و العبد فكلاهما بشر و كلاهما متماثلين السيد يمتص دم و عرق العبد يعني يعيش على خير هذا العبد السيد يعيش على خير عبده و العبد ليس له قرار ولا اختيار يعني إذا قال له اشتغل في الحضيرة يشتغل فورا في الحضيرة بعدها في الحقل بعدها في رعي الغنم... تلغى شخصية العبد يكره بعقوبات فورية حالا إذا لم يفعل يعاقب فورا !!!

أما العبودية لله فتقترن بالحب و العبد هو الذي يمتص خير سيده العبد هو الذي يعيش على خير سيده و العبد له الإختيار في ما أراده منه سيده الله يريد منا أشياء و نحن نختار الله يدلنا على الطريق الصحيح و بعدها نختار فهنالك من يختار أن يطيع و هنالك من يختار أن لا يطيع و العبد لا يكره بعقوبات فورية يعني من لا يصلي لا يتوقف قلبه و من لا يصوم في رمضان لا يمرض بالفشل الكلوي... و إلا لكان إجبار

العبودية للبشر تقترن بالإكتآب و بالقلق و الغم... أما العبودية لله فتقترن بالراحة النفسية و بالسلام الداخلي و بالسكينه...

فالعبودية الله شرف و فيها كل الحرية الحقيقية و لا إله إلا الله معناها أننا لا نعبد إلا الله ولا نخاف إلا من الله ولا نحب إلا ما يحبه

الله ولا نكره إلا ما يكرهه الله... و لهذا وصف النبي عليه الصلاة و السلام في القرآن بأنه المحرر الذي يحرر الناس من القيود و الأغلال الله سبحانه و تعالى يصفه و يقول:

''...ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم )'' سورة الأعراف

...و لذلك فالذي يتعالى على الله يستعبد في سجون الدنيا كسجن الإكتآب و القلق و الخوف

''ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( 124 ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( 125 ) '' سورة طه

التنقل السريع