طريقة النوم متعدد الأطوار: فوائدها وكيفية تطبيقها
تعتبر طريقة النوم متعدد الأطوار من الأساليب الحديثة التي تعتمد على تقسيم النوم إلى عدة فترات قصيرة بدلاً من النوم لفترة واحدة طويلة طوال الليل. بينما ينام الأشخاص عادة لفترة طويلة تصل إلى 7-9 ساعات في الليل، فإن اتباع طريقة النوم متعدد الأطوار يعتمد على النوم في عدة مراحل قصيرة منتشرة خلال اليوم. هذا النظام أصبح شائعًا بين بعض الأشخاص الذين يسعون لتحقيق أقصى استفادة من الوقت أو الذين يحتاجون إلى تعديل نمط نومهم لتحقيق أداء أعلى.
ما هو النوم متعدد الأطوار؟
النوم متعدد الأطوار هو أسلوب نوم يعتمد على تقسيم فترات النوم إلى عدة أجزاء على مدار اليوم، بدلاً من النوم المتواصل ليلاً. قد تختلف عدد ونوعية هذه الفترات من شخص لآخر، لكن بشكل عام، تشمل هذه الطريقة أنواعًا مختلفة من النوم مثل:
النوم القطعي (Polyphasic Sleep): حيث يتم تقسيم النوم إلى عدة فترات قصيرة على مدار اليوم. أشهر الأنماط المعروفة تشمل:
نمط "أوبرمان" (Uberman): يشتمل على 6-8 فترات نوم قصيرة، كل واحدة منها تستمر حوالي 20 دقيقة.
نمط "إيكيمن" (Everyman): يتضمن فترة نوم رئيسية طويلة (تتراوح من 3 إلى 4 ساعات) بالإضافة إلى عدة فترات نوم قصيرة.
النوم الثنائي (Biphasic Sleep): يتضمن نوم فترتين؛ واحدة طويلة في الليل (حوالي 5-6 ساعات) وفترة نوم قصيرة بعد الظهر (قيلولة) تستمر حوالي 90 دقيقة.
فوائد النوم متعدد الأطوار
زيادة الإنتاجية: يمكن للنوم متعدد الأطوار أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من ضغوط العمل أو الذين لديهم جداول زمنية مرنة في زيادة إنتاجيتهم. عبر تقسيم النوم إلى فترات قصيرة، يمكن للمرء الاستفادة من فترات زمنية إضافية للعمل أو القيام بأنشطة أخرى.
تحسين الطاقة والتركيز: من خلال فترات النوم القصيرة والمنتظمة، يمكن أن يبقى الشخص نشيطًا طوال اليوم. هذه الطريقة تسمح بتنظيم الراحة بشكل أفضل وتجنب الشعور بالتعب أو الخمول الذي قد يحدث في الأنماط التقليدية.
تجنب الخمول الناتج عن الاستيقاظ المفاجئ: في الأنماط التقليدية للنوم، قد يشعر الأشخاص بالتعب والخمول عند الاستيقاظ، خاصة إذا استيقظوا في مرحلة النوم العميق. في طريقة النوم متعدد الأطوار، تكون فترات النوم أقصر، مما يقلل من احتمال الاستيقاظ في مرحلة عميقة من النوم ويقلل من شعور الإرهاق عند الاستيقاظ.
مرونة أكبر في الجدول الزمني: يمكن لأولئك الذين يتبعون أسلوب النوم متعدد الأطوار أن يكون لديهم مرونة أكبر في التكيف مع جداول زمنية متنوعة، سواء كانت للعمل أو للأنشطة الشخصية.
كيف تطبق طريقة النوم متعدد الأطوار؟
لتطبيق طريقة النوم متعدد الأطوار بشكل فعّال، يجب اتباع بعض المبادئ الأساسية التي تساعد على الاستفادة القصوى من هذه الطريقة. إليك بعض النصائح:
التخطيط المسبق للنوم: من المهم تحديد فترات النوم التي تناسب جدولك اليومي. على سبيل المثال، يمكنك تحديد وقت النوم الرئيسي ليلاً (من 3 إلى 4 ساعات) وتقسيم اليوم إلى فترات نوم قصيرة (20-30 دقيقة) بعد كل 4-6 ساعات من الاستيقاظ.
الالتزام بالوقت: لكي يكون النوم متعدد الأطوار فعّالًا، يجب الالتزام بالأوقات المحددة للنوم والاستيقاظ. إذا كنت تخطط للنوم لمدة 20 دقيقة فقط في منتصف النهار، يجب أن تلتزم بهذه المدة وتجنب النوم لفترة أطول لأن ذلك قد يؤثر على دورة نومك.
تحسين بيئة النوم: يجب أن تكون بيئة النوم مريحة تمامًا لضمان الحصول على نوم عميق ومرتاح في فترات النوم القصيرة. تأكد من أن المكان هادئ ومظلم ومريح.
مراقبة التأثير على صحتك: من المهم متابعة كيفية تأثير هذه الطريقة على صحتك. قد يحتاج البعض إلى وقت للتكيف مع أسلوب النوم متعدد الأطوار، لذا تأكد من أنك تشعر بتحسن وتجنب الإرهاق أو الشعور بالتعب المستمر.
تناول قيلولة عند الحاجة: يمكن أن تكون القيلولة خلال اليوم أحد العوامل التي تدعم أسلوب النوم متعدد الأطوار. تأكد من أن القيلولة لا تكون طويلة جدًا حتى لا تتداخل مع نومك الرئيسي في الليل.
المخاطر والتحديات المرتبطة بالنوم متعدد الأطوار
التكيف مع النظام الجديد: قد يكون من الصعب التكيف مع النوم متعدد الأطوار في البداية، خاصة إذا كنت معتادًا على النوم العميق والمستمر ليلاً. يمكن أن يسبب هذا الإرهاق والتعب في الأيام الأولى من التطبيق.
تأثيرات على الصحة العقلية: قد يؤدي الحرمان المستمر من النوم العميق إلى مشاكل في التركيز والذاكرة على المدى الطويل. قد يشعر البعض بالقلق أو التوتر إذا لم يحصلوا على الراحة الكافية.
التأثير على العلاقات الاجتماعية: بالنظر إلى أن النوم متعدد الأطوار يتطلب تقسيم النوم إلى عدة فترات خلال اليوم، قد يواجه البعض صعوبة في التكيف مع الجدول الزمني الذي لا يتناسب مع أوقات العمل أو الأنشطة الاجتماعية.
احتمال التأثير على الأداء البدني: يتطلب أداء التمارين الرياضية أو الأنشطة البدنية أحيانًا فترات نوم مستمرة وعميقة للسماح للجسم بالتعافي. قد تكون فترات النوم القصيرة غير كافية لاستعادة النشاط البدني الكامل.
الخاتمة
النوم متعدد الأطوار يمكن أن يكون وسيلة فعّالة للبعض لتحسين الإنتاجية والحفاظ على مستويات الطاقة طوال اليوم. مع ذلك، من المهم أن يتم تطبيق هذا النظام بحذر وبالتأكيد على مراقبة تأثيراته على الصحة العامة. إذا قررت تجربة طريقة النوم متعدد الأطوار، تأكد من أن تأخذ في اعتبارك احتياجات جسمك وظروف حياتك لضمان أن هذا النظام يناسبك ويسهم في تعزيز صحتك وجودة حياتك.
تعليقات
إرسال تعليق